49

At-Tuhfa An-Nadiyyah Sharh Al-`Aqeedah Al-Waasitiyyah

التحفة الندية شرح العقيدة الواسطية

Yayıncı

مركز النخب العلمية-القصيم

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م.

Yayın Yeri

بريدة

Türler

أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا﴾ [الجن: (١٠)] الخير هنا منسوب إلى الله تعالى، أما الشر فلم ينسب إلى الله تعالى؛ لذا قال: ﴿أَشَرٌّ أُرِيدَ﴾. وجاء ذلك أيضًا في حديث علي بن أبي طالب ﵁ كما في «صحيح مسلم» في دعاء قيام الليل: أن النبي ﷺ كان يدعو: «وَالخيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ» (^١). والخلاصة: أن الشر لا يُنسب إلى الله تعالى، لكن الذي قدره هو الله تعالى، الشر بالنسبة للمقدور لا بالنسبة للقدر. ويضاف إلى ذلك أن يقال: إن هذه الشرية نسبية؛ فهي شر من جهة لكن يترتب عليه من الحِكَم والمصالح الشيء الكثير، ومثل ذلك وجود النفاق والمنافقين وأهل الشهوات، فإن النفاق شر والمنافقين أشرار والكافرين أشرار، لكن هذا التقدير وراءه حِكَم، من ذلك ما ذكره الله في قوله تعالى: ﴿لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾ [الأنفال: (٣٧)]. وعلى هذا: من حِكَم وجود هؤلاء الامتحانُ لأهل الإيمان؛ هل يصبرون؟ وهل يقابلون هذا الشر بالخير؟ وهل يقومون بوظيفة الدعوة وتبليغ الدين؟

(^١) صحيح مسلم (١/ ٥٣٥) رقم (٧٧١).

1 / 54